لولا الأموره المديرة العامة
الدولة : عدد المساهمات : 1001 تاريخ التسجيل : 16/09/2012 العمر : 37 الموقع : https://b7ta.yoo7.com
| موضوع: زوجات النبي {صلى الله عليه وسلم} وكيقية التربيه في الواقع المعاصر الإثنين أكتوبر 15, 2012 1:23 pm | |
| زوجات النبي {صلى الله عليه وسلم} في الواقع المعاصر في كتابه زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) في واقعنا المعاصر يواصل الأستاذ جاسم المطوع تأملاته في المواقف الزوجية المشرقة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مع أمهات المؤمنين ويقارنها بواقعنا المعاصر والواقع الغربي، وفي هذه الحلقة يعرض للوقفات الأسرية مع السيدة عائشة {رضي الله عنها}، ويبدأ بالإشارة إلى هديه (صلى الله عليه وسلم) في تعليم زوجاته، فقد روت عائشة {رضي الله عنها} عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعن أبي بكر وعمر بن الخطاب، وفاطمة الزهراء، وسعد بن أبي وقاص، وحمزة بن عمرو الأسلمي، وجذامة بنت وهب {رضي الله عنهم} 2210 أحاديث.وألَّف الزركشي كتابًا قائمًا بذاته، بيَّن فيه الأمور التي استدركتها عائشة {رضي الله عنها} على أعلام الصحابة، وقال ابن عبد البر: إن عائشة كانت وحيدة عصرها في ثلاثة علوم: علم الفقه، وعلم الطب، وعلم الشعر .وإني أتساءل بعد ذكر هذه الشهادات والتزكيات: من علَّم عائشة أم المؤمنين {رضي الله عنها} هذا العلم كله وقد خرجت من بيت أبيها إلى بيت زوجها الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) وعمرها تسع سنين، ولم تدخل مدرسة نظامية، ولم يكن لديها مكتبة تزخر بالمراجع، أو كمبيوتر تدخل من خلاله إلى مواقع المعرفة عبر شبكة الإنترنت؟! إنه زوجها (صلى الله عليه وسلم) كان حريصًا على تعليمها القرآن والحديث والفقه، كما أنها تعلمت الشعر والأنساب من أبيها.. ومن طرائف ما يذكر من الشعر الذي حفظته عن أبيها أنها رأت النبي (صلى الله عليه وسلم) يومًا يصلح نعله في يوم قائظ، فتندى جبينه وتحدر العرق على خده، وهي تلحظه من قريب وكأن لها وجدًا عليه، فسألها: مالك: بُهتّ؟ فقالت: لو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بقوله. فسألها: أي قوله؟ فأجابته: حين يقول:ومبرأ من كل غبر حيضة وفساد مرضعة وداء مغيلِوإذا نظرت إلى أسرّة وجهِهِ برقت بروقَ العارض المتهلهلِفقام النبي (صلى الله عليه وسلم) إليها يقبل ما بين عينيها، ويقول لها: سررتني يا عائشة سرّك الله.[center]تعليم زوجتك واجب عليك إن تعليم الزوجة ليس أمرًا مستحبًا أو مباحًا في الشريعة الإسلامية، بل هو واجب، وهذا ما نص عليه الآلوسي عند تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة {التحريم: 6}.قال: واستدل بها على أنه يجب على الرجل تعلم ما يجب من الفرائض وتعليمه لهؤلاء، وأدخل بعضهم الأولاد في الأنفس؛ لأن الولد بعض من أبيه.بل إن المتتبع لسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) يرى أنه كان يخصص يومًا للنساء ويعلمهن ويوجههن إلى ما يحتجن إليه، وأنه {عليه السلام} أمر الحُيَّض بالخروج لحضور خطبة العيدين، حتى قالت له إحداهن وهي أم عطية الأنصارية، كما جاء في الصحيحين: إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال: لتلبسها أختها من جلبابها .فالإسلام حث على تعليم المرأة، ومن يكون مسؤولاً عن المرأة هو المسؤول عن تعليمها وتنميتها، بل كانت العروس في السابق يوضع لها من ضمن جهازها الكتب النافعة، كما ذكر الإمام الذهبي أن البكر كان في جهازها عند زفافها نسخة من كتاب مختصر المزني ، وهو كتاب شرعي مفيد.فتعليم الزوجة واجب على الزوج؛ حتى يتحقق الانسجام بينهما أكثر، وأذكر أنني عشت مشكلة زوجية مع رجل مثقف ودكتور، وكان يسعى لتنمية نفسه وثقافته، بينما كان يهمل زوجته وتعليمها، ولما انتهى من دراسته العليا وبعد مرور عشر سنوات على زواجه، شعر بأن زوجته لا تناسبه فكريًا ولا ينسجم معها ثقافيًا، فتزوج ثانية تحمل شهادة الدكتوراه لكي يجد نفسه معها، فعاش في حَيْص بَيْص، فلم يستمتع بثقافة الثانية ولم يستقر مع الأولى، فطلق الزوجتين.وأعرف زوجة حصلت على شهادة الثانوية، ولكن عندما تجلس تتحدث معها تستغرب من منطقها وثقافتها وعلمها، ولديها ستة من الأبناء قد أحسنت تربيتهم، ولكنك إذا بحثت عن السبب وجدت أن لزوجها المثقف دورًا كبيرًا في تعليمها وتنمية ثقافتها من خلال الحوار العائلي اليومي.قالت لي وهي تشتكي من زوجها: إنني تفرغت بعد الزواج لخدمته وترتيب منزله وتربية أبنائه، وتركت دراستي ومواصلة تعليمي من أجله، ثم أصبح يرد عليّ بعد عمر أفنيته معه بأنه يريد أن يطلقني؛ لأنني أقل منه ثقافة وعلمًا.قلت لها: ألم تحاولي أن تستثمري وقتك لمتابعة تحصيلك العلمي أو تنوير نفسك ثقافيًا وأنت تقومين بالواجبات المنزلية؟!قالت: لا.. لم أفكر بذلك، بل ضحيت بعمري ووقتي من أجل زوجي وأبنائي..أقول: بعد هذه الحادثة التي لم تنته إلى الطلاق، وإنما كانت نهايتها عدم انسجام الزوجين فكريًا بسبب ما هو شائع عندنا في مجتمعاتنا العربية من أن الزوجة بعد زواجها تنقطع عن مواصلة تعليمها وتثقيف نفسها، ويستمر الزوج بحكم علاقاته الخارجية وكثرة أسفاره في زيادة ثقافته وتنويع معارفه، فينظر إلى نفسه بعد خمسة عشر عامًا من الزواج، على أنه أفضل من شريكة حياته، وأنها لا تصلح له؛ لأن كل همها ما يلبس الأولاد وما يأكلون وما هي آخر صيحة للموضة وآخر تصميم للساعات اليدوية والمجوهرات.وهكذا يبدأ الرجل بالبحث عن شخص آخر يسايره في الثقافة والمعرفة، وقد يكون هذا الشخص صديقًا أو زوجة أخرى أو عشيقة بالحرام.أقول للزوجة: لا تهملي نفسك بعد الزواج ثقافيًا وعلميًا، بل إن نموك العلمي من نمو أبنائك وزوجك، وإن تنوع معارفك يجعل الحياة بعينيك متجددة دائمًا، وإنني أعرف امرأة تابعت تحصيلها العلمي بعد زواج آخر ابن من أبنائها، ونالت درجة الدكتوراه وعمرها 52 سنة، وهي لم تتوقف عن حضور الندوات والدورات وقراءة الكتب والمجلات منذ زواجها.إن الأوقات البينية لو جمعت ببرنامج علمي مفيد لأثر على شخصية كل إنسان، وقد كتبت دوروثي كارنيجي عن بعض الشخصيات أصحاب الاختراعات والاكتشافات العالمية، وكان اكتشافهم هذا يتم من خلال استغلال الأوقات البينية، ومنهم: جون هنتر ، وكان نجارًا، ثم شرع يدرس التشريح المقارن في أوقات فراغه، مخصصًا لنومه أربع ساعات فحسب من الليل، حتى أصبح حجة في هذا الميدان.واستطاع سيرجون لابوك أن يقتطع من يومه المزدحم بالعمل - بوصفه مديرًا لأحد المصارف - ساعات يقضيها في دراسة التاريخ حتى أصبح علمًا بين المؤرخين.وتعلم جورج ستيفنسون الحساب في أوقات نوباته الليلية بصفته مهندسًا، ووسعه - مستعينًا بهذا العلم - أن يخترع القاطرة!ودرس جيمس واط الكيمياء والرياضة أثناء اشتغاله بالتجارة، فأمكنه أن يخترع المحرك البخاري.ثم قالت معلقة بعد طرح هذه النماذج: والله يعلم كم كان سيخسر المجتمع الإنساني لو أن هؤلاء الرجال قنعوا بأعمالهم ولم يجدوا في أنفسهم دافعًا للاستزادة من العلم والمعرفة .وأنا أقول: كم من المتزوجات خسرهن المجتمع الإنساني؛ بسبب ضياع أوقاتهن وعدم استغلالها بطلب العلم، حتى ولو لم يكن للزوج دور في تعليم زوجته فينبغي للزوجة أن لا تهمل نفسها.أفكار تساعدك في تعليم الزوجة والأبناء:1 - حبب إليهم العلم والمعرفة والثقافة وبيِّن لهم فوائدها على شخصيتهم ونموها.2 - اعمل مسابقات عائلية ثقافية.3 - اختر كتابًا تقرؤه معهم.4 - وفر لهم وسائل المعرفة والعلم على أنواعها {شريط كاسيت - فيديو - الدخول إلى الإنترنت - الكتاب - المجلة}.5 - ليكن حوارك معهم ثقافيًا وعلميًا حول ما قرأت وتعلمت، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتحاور مع السيدة عائشة {رضي الله عنها} ثقافيًا وفكريًا، مثل قوله لعائشة كما جاء في رواية البخاري ومسلم: {ألم تريْ أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم؟ فقالت: يا رسول الله، ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال: لولا حِدْثان قومك بالكفر لفعلت}.6 - نفذ برنامجًا سياحيًا في الصيف يرجع بعده الأهل والأولاد وقد استفادوا ثقافيًا وعلميًا بالتعرف على بلاد جديدة، والاحتكاك بثقافات أخرى، وزيارة المتاحف والمكتبات في تلك الدولة.7 - أحسن الاستفادة من المواسم، مثل: شهر رمضان، وإجازة نصف السنة، وإجازة الصيف.8 - استفد من الفرص المتاحة للحديث، كما في أثناء المشي بالسيارة، أو ركوب الطائرة والطريق طويل.9 - اتفق مع معلمة تجويد تأتي إلى البيت لتعلِّم الزوجة، أو إحضار شيخ يعلم الأبناء القرآن، أو معلم يعلمهم الخط.10 - عرفهم بشخصيات بارزة علميًا وثقافيًا فيتصلوا بها ويكونوا معها صداقة، أو مع أبناء الشخصيات العامة.11 - احرص على إدخال الأبناء في مدارس متميزة في تعليمهم وتثقيفهم.12 - دربهم على الإمساك بالكتب وتقليب الصفحات منذ الصغر، واجعل من ضمن ألعاب الأطفال القصص والكتب.13 - بيِّن لهم كيف سهر علماؤنا وتعبوا من أجل تبليغ العلم وتوصيله لنا، وأننا ينبغي أن نحفظ هذه الأمانة.14 - بيِّن لهم أن محبة الله تعالى للعبد تتحقق عندما يزداد الإنسان علمًا.15 - بيِّن لهم أن أهل الجنة يتفاوتون في الدرجات؛ بسبب العلم الذي معهم {إنما يخشى الله من عباده العلماء} {فاطر: 28}.16 - رَبِّ الكبير على أنه مسؤول عن نقل العلم والمعرفة التي معه إلى الابن الأصغر منه.17 - بيِّن لهم أن طلب العلم هدف في الحياة، ووضح لهم الفرق بين العلم والثقافة، واحرص على أن لا يربطوا بين كراهيتهم للمدرسة أو أحد المدرسين وكراهيتهم للعلم.18 - حبب إليهم القراءة من خلال القراءة معهم والقراءة أمامهم، وأنشئ مكتبة خاصة بهم في غرفتهم، واذهب معهم إلى المكتبات العامة واقرأ معهم.[/center] | |
|