احذرن الثلاث صدمات التي سيتعرض لها طفلك

-

في سن المدرسة يختبر الطفل مرحلة
جديدة ومختلفة في حياته، فيتعامل مع أشخاص جُدد، ويجد نفسه في مكان مختلف لا يشبه
البيت، فتطرأ تغيرات على سلوكه، ويبدأ في فعل العديد من التصرفات التي تفاجئ الأم،
ولا يستطيع التعامل معها، لذلك كان لنا هذا الحوار مع د/ جمال شفيق أحمد– أستاذ
علم النفس الإكلينيكي واستشاري العلاج النفسي ورئيس قسم الدراسات النفسية.

-
في البداية كيف تمهد الأم طفلها للذهاب للروضة أو المدرسة؟

يتعرض الطفل في بداية حياته إلى
صدمات ثلاث هي:

الأولى: حينما ينفصل الجنين عن
الأم جسديًا ( الولادة)، ويخرج من الرحم الذي كان يلبي له كل احتياجاته بصورة
مثالية إلى عالم آخر جديد.

أما الصدمة الثانية: فهي مرحلة الفطام،
حيث كان يعتمد الطفل اعتمادًا كليًا على أمه في تلبية احتياجاته من المأكل
والمشرب، وفجأة يجد أن الأم تخلت عنه، وأصبح عليه أن يأكل ويشرب بنفسه، فالطفل
يعتقد في قرارة نفسه أن الأم تخلت عنه ولم تعد تحبه، والخطورة الأكثر لو كان هناك
مولود جديد قادم.

وأخيرًا الصدمة الثالثة: وتكمن في
الانفصال عن حضن الأسرة، فالطفل بذهابه لأول مرة إلى الروضة أو المدرسة يكون
بمفرده، وليس كما اعتاد، فهو دائمًا موجود مع الأب والأم والإخوة والأخوات، الذي
يُعهد إليهم باستمرار تلبية جميع مطالبه ومساعداته ومعاونته في كل أمر من أمور
حياته.

فالطفل
في أيامه الأولى في المدرسة يشعر أنه غريب وحيد داخل مجتمع كبير وغريب عنهن، ولا
يعرف كل الموجودين به ولا يعرفونه.

لذلك
مطلوب من الوالدين في هذه المرحلة، ألا يبالغوا في إعطاء الطفل الكثير من النصائح
والإرشادات والتحذيرات، حتى لو كان هناك خوف دفين داخل الأب أو الأم، حتى وإن لم
يعلنا عنه صراحة أمام الطفل؛ فإنه يشعر بالخوف من المجتمع الجديد المقبل عليه.

فعلى
الآباء والأمهات أن يدركوا أن وصول ابنهم أو ابنتهم لسن الروضة والمدرسة هو شيء
طيب، ومعناه أن طفلهم الصغير قد كبر ونضج، وهو في حالة طبيعية، وفي بداية طريقه
لأول سلم الحياة العلمية، فهذه فرحة، وينبغي أن يستمتع بها الوالدان، وينقلا هذا
الإحساس للطفل، ويساعداه على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع شخص المعلمة
والمشرفين وأقرانه داخل الفصل، مع إعطائه الثقة في نفسه.

ويفضل
أن يكون أول يوم مدرسة يومًا ترفيهيًا يُستقبل فيه الأطفال بالهدايا والحلوى،
ويمارس فيه الأطفال الألعاب الجماعية.

-
ولكن ماذا إن عاد الطفل من المدرسة يبكي ويقول لأمه: "أنا أكره
المدرسة؟ كيف تتصرف الأم في هذه الحالة؟

نعلم
جميعًا أن كثيرًا من المدرسين حاصلين على مؤهلات تربوية، ولديهم خبرة في التعامل
مع الطلاب، ولكن، للأسف، هناك فئة، ليست بالقليلة منهم، لا تستخدم الأسلوب التربوي
في التعامل مع الطلاب، بل إنهم ينتهجون أسلوب التعنيف والضرب.

إذن
المشكلة تكمن في التطبيق والتنفيذ والقائمين عليها، ولا ينبغي أن يترك الأمر دون
الرجوع للمدرسة، بل على الوالدين الذهاب للأخصائي الاجتماعي لمعرفة سبب كره الطفل
للمدرسة، والعمل على حل هذه المشكلة في بدايتها؛ حتى لا تتفاقم وتؤثر سلبًا على
التحصيل الدراسي ومستواه العلمي.

-
وماذا لو عاد الطفل بشيء ليس ملكه؟!

إن
ظاهرة عودة الطفل ببعض متعلقات زملائه هي ظاهرة منتشرة بين العديد من الأطفال
لسبب: أن الطفل داخل المنزل اعتاد أن يأخذ أي شيء من أي مكان، فيعتقد أن الأمر كما
هو في المدرسة، ويعتبر كل ما يراه في متناول يده من حقه.

لذلك
على الوالدين مسؤولية توعية الطفل، ويعلماه ويفهماه معنى الملكية الخاصة، وملكية
الآخرين، واحترام الملكية الخاصة، واحترام ملكية الآخرين.

وفي
هذه الحال لا يطلق على الطفل صفة سارق أو لص، بل نفهمه احترام ملكية الآخرين.

- وقد يعود الطفل ووجهه به كدمات
بسبب ضرب زملائه، إما عدوان لفظي أو بدني، وفي هذه الحالة لا نطلب من الطفل الرد
على العدوان بالعدوان المماثل، بل ينبغي عرض الأمر على مدرس الفصل، وإذا لم يلق
المدرس بالاً، فيكون التوجه إلى إدارة المدرسة لتبليغ الأمر.

وذلك
يشعر الطفل بالأمان داخل الفصل، فمن حاجات الطفل الأساسية (الأمن)، فإذا اهتزَّ
الأمن، تعرض الطفل لمشاكل نفسية قد تمتد معه.

وقد
تصبح بيئة المدرسة هي البيئة التي يتعرض فيها الطفل للإهانة والإيذاء، وذلك يؤدي
للعديد من المشاكل، من أهمها:

1-
رفض الذهاب للمدرسة بدون سبب وتبريرات وهمية.

2-
فقدان الشهية.

3-
لا يستطيع عمل واجباته المدرسية.

4-
قد يوجه العدوان الذي يقع عليه في المدرسة على إخوته بالمنزل.

وأيضًا لا يفضل أن تبلغ الأم والد
الطفل الذي يتعرض لابنها، بل عليها تبليغ الأخصائي الاجتماعي، ومن ثم فيكون التصرف
هو تحويله إلى أخصائي نفسي بالمدرسة، فإذا نجح في حل المشكلة فلا بأس، وإذا لم
يتمكن فيكون تحويله إلى وحدة الصحة النفسية التابعة لإدارة التأمين الصحي، واتخاذ
الإجراءات الرسمية.

كثيرًا ما يحدث خصام بين الطفل وصديقه في المدرسة الذي يحبه جدًا، وهذا
يؤثر على صحة الطفل النفسية، فماذا تفعل الأم؟

الأطفال، وخاصة البنت تتعلق
عاطفيًا بصديقتها، فقد تتوحد شخصيتها مع شخصية صديقتها.

لذلك
يجب توسيع دائرة علاقات الطفل مع الأطفال الآخرين؛ لتجنب الاكتئاب والضيق
والمشكلات النفسية الأخرى، فانفتاح الطفل على أكبر عدد من الأصدقاء يجعله يتعرف
على كثيرين، ويكون لديه بدائل.

وهذا
قد يحدث بين الإخوة، فقد يتعلق بأخيه أو أخته كثيرًا، فتمثل مرحلة انفصالهم في
المدرسة مرحلة صعبة، فيكون على الأم أن تقنعهم بهدوء أن هذا طبيعي، وأنه سيلحق
بأخيه قريبًا عندما يكبر.

وفي
النهاية، أنصح الأم أن تكثر من القصص الواقعية القائمة على الصدق؛ لأن الطفل يصدق
كل ما يقال له.

» كيف تزرعين حب القرآن في نفس طفلك؟!
» الصاقه واثرها على صحة طفلك
» حافظى على طفلك من السمنه
» ملف شامل لطعام طفلك من الحمل للشيخوخه
» بالصور وجبات طفلك لوحات فنية