مراره الصبر وجبال الاحساس بالظلم

- ماذا تساوي مرارة الصبر بجوار حلاوة حبة.. حبة واحدة من أعناب الجنة، أو أصغر تمرة من نخيلها؟

- أيهما أقوى وأكثر صمودًا: جبال الإحساس بالظلم فوق كتفي المظلوم وفي صدره، أم قصر العفو الذي ينتظره إن ملك ثمنه وأداه لخالقه يوم القيامة؟

- من الأثقل – بموازين الله العادلة –: عظماء الدنيا وجباروها والمتكبرون فيها؟ أم الأتقياء الأخفياء المتواضعون، الذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا؟

- ما الأدوم والأبقى – بمقاييس الفطرة السليمة والعقول الراشدة والقلوب النقية –: حرث الدنيا ونعيمها وعطاؤها ولذاتها؟ أم شبر في الفردوس الأعلى من الجنة؟

- أيهما أكثر إيلامًا للنفس، وتكديرًا للروح: ملايين الكلمات والألفاظ التي يؤذي الناس بها مشاعرك، ويتهمونك زورًا بما أنت منه براء؟ أم كلمة واحدة قليلة الأحرف، يقولها لك الرسول (صلى الله عليه وسلم) يوم لا ينفع اعتذار ولا تُقبل مبررات، ولا تغني شفاعة كلمة: سحقًا.. التي تلخص غضبة سيد الخلق من تضييع سنته، وتحمل بين حروفها كل معاني الخزي واللوم والاستنكار؟

- أيهما يرضيك أكثر.. ويشبع قلبك.. ويغني مشاعرك: ثناء الناس ومديحهم وإطراؤهم, وقصائد التقدير التي ينظمونها فيك؟ أم نظرة واحدة إلى وجه الله يعلن بها (جل وعلا) رضاه عنك، ويبشرك بأن بيعك قد ربح وصفقتك التي اشتريت فيها هذا الرضا بسخط الناس هي أذكى وأربح الصفقات؟

- كيف ترى نفسك في مرآة الحق واليقين: صورة ناصعة، جلية الملامح، وضاءة القسمات؟ أم خيالاً مهزوزًا، غائمًا، مطموس المعالم؟

يضيع معها ما كان مدخرًا ل

- ماذا يعني الآخرون لك
: فرصًا سانحة لتجربة أخلاقك وقيمك، وإثبات علو همتك، وتأكيد سخاء نفسك بالعفو قبل يدك بالمال؟ أم أعداء تتخفى منهم وتتجنبهم، وتنزوي عنهم في كهوف الأثرة والأنانية؟

- بأي عينين ترى الحياة: عيني اللاهث وراء المتع، الذي يعيش أيامه بالطول والعرض، يكدس اللذات، ويحشد ألوان النعيم ولا يرفع رأسه إلى أعلى ليدرك أن هناك يومًا يُحاسب فيه ويُسأل؟ أم عيني الفطن الذي يحتفظ في داخله بمقياس عادل يوازن به بين دنيا يعمرها ويستمتع فيها بحلائل النعم، وآخرة يعمل لها ولا تلهيه عنها تلك الدنيا؟

- بم تصف ما يواجهك من ابتلاءات وما يعترض طريقك من محن وصعوبات؟ وهل تراها عطايا ربانية مستترة، ومنحًا غالية إن لم نرخصها ونخسرها بالجزع والعجلة والسخط؟ أم منغصات لصفو الأيام، ومعكرات لنهر الحياة الجاري تستقبلها بهلع وغضب وحنق ومشاعر غبية ك من أجر الصبر والاحتساب؟

تساؤلات ..
ومقارنات.. لعل كلاً منا يطرحها على نفسه ويجد في الإجابة الأمينة والمقارنة العادلة ما يعينه على اجتياز اختبارات الحياة واتقاء فتنها، وعبور مزالقها، وتدارك زلات الأقدام، والمرور بثقة وطمأنينة على جسور الدنيا إلى حيث الحياة الحقيقية.. حياة اليقين التي لا تساؤلات محيرة فيها ولا مقارنات إلا تلك التي يشعر المؤمن بعدها بأنه أحسن الاختيار ولم يخدعه بريق يتوارى تحته صدأ الندم.

موضوع: كلمه لكل رجل الإثنين أكتوبر 15, 2012 2:38 pm

مراره الصبر وجبال الاحساس بالظلم %D9%83%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AA%20%D9%84%D9%83%D9%84%20%D8%B1%D8%AC%D9%84

لم يشرع الله (عز وجل) الشرائع لعذاب البشر أو تكدير حياتهم، إنما شرعها
لمصلحة الأفراد والمجتمعات، وإن كان في ظاهرها بعض المرارة أو الحسرة، وقضية
التعدد واحدة من تلك الشرائع التي تهم النساء ولهم فيها صولات وجولات ما بين مؤيدات
ومعارضات، فالمؤيدات يأخذن بظاهر النص في فرضيته ووجوبه، وبالتالي لا يجب التعليق
عليه.

أما المعارضات، فيرين أنه رخصة، ورخصة مقيدة لا تترك لهوى الرجل ونزواته
وشهواته، حيث يعتبره بعض الرجال سوطًا يسلطه على المرأة حينما يشاء، مهددًا
ومتوعدًا، فلا تشعر معه بالاستقرار، أو الأمان.

ومن خلال علاقاتي، عرفت حالات كثيرة استخدم فيها الرجل ذلك الحق الذي أعطاه
الله إياه، لكن ليس كما أراده المولى (عز وجل)، فمنهم من افتعل مشكلة مع زوجته
قاطعها على إثرها ليبرر لنفسه استخدام تلك الرخصة دون تأنيب للضمير، ومنهم من تزوج
دون علم زوجته، فإذا ما علمت وعبَّرت عما بداخلها من ألم وحسرة ولوعة انتقدها،
وحرض عليها من حولها لتصبح هي الجانية لا المجني عليها، وربما زاد في طغيانه
فطلقها، وآخر تزوج، ثم جاء ليعاير زوجته الأولى بنقائصها بعد أن عاشت معه مضحية
حتى وصل إلى مركز مرموق، وهكذا يكون رد الجميل.

حالات متعددة ومتباينة لا نرى فيها للعدل مكانًا، تلك النماذج وغيرها
جعلتني - مثل كثيرات من النساء - أقف ضد بعض حالات التعدد، وأعلن رفضي لها، لكني
في الوقت نفسه أشعر بشيء في صدري، كيف أرفض ما أحله الله ورخصه، جلست أقرأ من جديد
في تلك القضية فوجدت ما أراحني حتى وإن كنت - كأية زوجة - لا أقبل أن يشاركني أحد
في زوجي، وهذا ما يتفق مع النفس البشرية السوية، حيث يقول صاحب الظلال في تفسير
الآية الكريمة {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا
تعدلوا فواحدة}.

أي أنه إن خيف عدم العدل في التزوج بأكثر من واحدة تعين عليه الاقتصار على
الواحدة، ولم يجز تجاوزها، ويضيف أن هذه الرخصة مقيدة، وهذا القيد يحمي الزوجة من
الجور والظلم، ويحمي كرامتها من أن تتعرض للمهانة بدون ضرورة ملجئة، ويضمن العدل
الذي تحتمل معه الضرورة ومقتضياتها المريرة.

ثم يقول: وإذا انحرف جيل من الأجيال في استخدام هذه الرخصة، وإذا راح رجال
يتخذون من هذه الرخصة فرصة لإحالة الحياة الزوجية مسرحًا للذة الحيوانية، وإذا
أمسوا يتنقلون بين الزوجات، كما يتنقل الخليل بين الخليلات، فليس ذلك شأن الإسلام،
ولا هؤلاء يمثلون الإسلام.

هذه الكلمات الرائعة يجب أن تكون نبراسًا هاديًا لكل رجل يفكر في استخدام
تلك الرخصة الربانية؛ حتى لا يكون صورة سيئة لرجال سيئين أساءوا لدينهم ولأنفسهم.

رائع ياعلا
للاسف ياحبيبتى الرجال بيفسروا الايه على حسب مزاجهم

حسبى الله ونعم الوكيل

» الصبر
» أرى الصبر أوشك أن ينفذ