أي الرجلين أنت

أي الرجلين أنت؟!

.. "ما أكرمهن إلا كريم.. وما أهانهن إلا لئيم"... قول
نبوي معجز.. يشعرني بأن قامتي تعلو زهوًا بانتمائي إلى دين عظيم يحتفي بالمرأة..
ويعتذر لها – عمليًا – عن عصور الظلم والقهر والتهميش التي عاشتها قبل الإسلام
ذليلة.. مريضة..

.. أمام هذا
القول الجميل تمتلئ رئتي بأنفاس الرضا والسعادة.. وأهز رأس استهانة بكل محاولة
خبيثة لتشكيك المسلمات في عقيدتهن وجذبهن خارج رحابها إلى حيث الضياع والهوان
والذل..!

.. إن حبيبي
(صلى الله عليه وسلم) بتلك الكلمات الرقيقة الحانية يجعل معاملة الرجل للمرأة
مقياسًا لأخلاقه.. ودليلاً على مروءته أو دناءته.. ومعيارًا يقاس إليه سمو طباعه
أو رداءة سلوكه!

ما أرقاه من
مقياس..! وما أوجزه من برهان يتعرف به كل رجل إلى نفسه.. ويكتشف حقيقته.. ويدرك
مدى كرمه أو لؤمه!

.. إنه أقصى
استبانة.. قراءتها لا تستغرق ثواني.. ولكن تطبيقها قد يستغرق العمر كله، فكم من
رجل لا يرى قوته إلا من استضعاف المرأة.. ولا يستمد إحساسه بالكرامة إلا من
إهانتها.. ولا يجد سعادته إلا في إتعاسها!

.. وكم من
زوج يستعبد شريكة حياته.. ويستنزفها نفسيًا وجسديًا.. ويستقوي عليها بجسنه الذي لا
بد له فيه.. ويقهر إنسانيتها برجولة زائفة تفتقر إليها أخلاقه.. ولا يدل عليها سوى
شاربه!

وكم من أب
اعتبر إنجابه لأنثى عارًا لحق به.. ووصمة تطارده.. وأخرج مكنون ثقافته المشوهة في
وجه تلك المسكينة، فأهانها واستند لها ولم يرع فيها نبوة ولا دينًا.

وكم من أخ..
قفز على حقوق أخته، وأساء معاملتها، واستعلى عليها.. وانتشى بتفرقة أبويه بينه
وبينها، ولم يعاملها إلا كخادمة لسيد واحد لا فضل له في أن خُلِقَ ذكرًا!

وكم من
ابن.. قتل أمه عقوقًا.. وعذبها بجحوده.. واستنزه أمومتها قطرة قطرة.. ولم يرعها
مسنة.. أو يحسن معاملتها شابة.. منوطًا إنسانيتها بقدميه بدلاً من أن يلتمس الجنة
تحت قدميها!

ولكل
هؤلاء.. يتوجه هذا الخطاب النبوي.. قليل الكلمات.. ثريّ المعاني.. معجز اللغة،
فيقر إكرام النساء على الكرماء.. وإهانتهن على اللئام، ليسأل كل رجل نفسه: من
أكون؟ وأين أنا من كل امرأة وضعها الله في طريقي ابنة وأمًا وأختًا وزوجة وزميلة
وجارة؟

وبقدر ما
أنا وكل مسلمة مزهوًا بهذا التكريم وذلك الشرف.. فإن كل رجل مسلم مبتلى بهذا المحك
الإنساني ومسؤول أمام الله ثم نفسه عن أن يثبت بالعقل والسلوك أي الرجلين هو!

جزاكى الله خيرا ياعلا