الدولة : عدد المساهمات : 316 تاريخ التسجيل : 08/10/2012
موضوع: السعداء فى حياتهم الجمعة أكتوبر 19, 2012 10:20 pm
!
جميعنا يعرف ذاك الشخص الذي يتسم دوماً بالمرح والبشاشة، يُلقي النكات، يستمتع بوقته مهما حصل، ورغم جميع ما يحدث ينجذب إليه الناس، وتتمنى أن تكون مثله، وربما تعتقد أنه من المستحيل أن تكون سعيداً طوال الوقت.
ولكن الخبر السار...... بإمكانك أن تكون مثله بكل تأكيد، و"يجب" أن تكون مثله ومثل أولئك السعداء. يا أعزائي: لا توجد أسرار خاصة تجعل هؤلاء الناس سعداء ومستمتعين .. إنهم لا يملكون شيئاً لا تملكه أنت، و الفرق الوحيد هو أن لديهم عادات يمارسونها ويلتزمون بها تجعلهم سعداء. • إليك العادات التي نجدها دوماً في السعداء :
لا يهمهم رأي الآخرين نعم ، لا يهمهم ما يظنه ويقوله الآخرون ولو أنه كان يهمهم فلن يستشعروا السعادة خوفاً من الانتقاد والتوبيخ. السعداء لا يسمحون للسلبيين وأساليبهم المستفزة بأن تخترقهم، وكلما يقوله لهم الأشخاص السلبيون وما يفعلونه "يتدحرج من على ظهورهم" ولا يؤثر إطلاقاً على سعادتهم ومزاجهم!
ينظرون للجانب المشرق من كل شيء ينظرون للجانب المشرق مهما كان (وَلَاتَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ( آل عمران: 139) أنت الظروف والمواقف التي ترتمي عليهم، والعواصف التي يمرون بها، هم يؤمنون بأن لكل شيء سلبي جانباً آخراً إيجابياً. فالأمور السلبية لا وجود لها بدون الإيجابية مثل الخير والشر... السعداء يعلمون ذلك جيداً، ومن كثرة ما عوَّدوا أنفسهم على الإيجابية أصبحوا يبحثون عن الجانب المضيئ بتلقائية، وإن لم يجد الشخص جانباً مضيئاً يقوم بتكوين شيئاً ايجابياً ولا يقف مكتوف الأيدي، منثني الكتفين عابس الوجه!
يتعاملون بود وألفة السعداء دائمو البحث عن تكوين صداقات، لا يهمهم شكلك أو خلفيتك ، ولا يهمهم مركزك .....إلخ، يبحثون عن قضاء وقت ممتع معك فقط ..عن شخص يجعلهم يضحكون ويترك ذكرى طيبة في نفوسهم، ويخلد بينهم الوفاء والعشرة الحسنة.. عن أصدقاء لا تكليف بينهم ، يجمعهم الاحترام والتقدير والرحمة والألفة، لذلك هم يبادرون بالود ويُقْدِمُون على محبة الناس "محبة غير مشروطة" يشعُّون بالفطرة وبجمال أرواحهم المُحبة، فالناس السعداء يفيضون بالود، لذلك ينجذب إليهم الناس، فالجميع يحب المرح والمودة واللطف .. هؤلاء لا يستهزئون بالآخرين لكي يشعروهم بالنقص الذي يبدر من الأشخاص الناقصة أنفسهم. و إذا كنت تعرف شخصاً يستهزئ بإنسان تأكد بأنه شخص تعيس في الحقيقة ، وأن هناك أمراً ما بداخله يجعله يفتقد للأمان والثقة بالنفس ، وربما يشعر بالإهانة، فيجرح غيره! يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ )(إبراهيم: 24).
يضحكون ويبتسمون يقول المثل "الابتسامة انحناءة تستقيم بها جميع الأمور" هذه الطبيعة تتماشى مع كونهم ودودين بطباعهم، لم أرَ في زماني إنساناً سعيداً لا يبتسم ولا يضحك، هناك روابط جسدية - أصلاً- وفسيولوجية بين الشعور بالرضا والسعادة والابتسام .. يؤكد بعض الباحثين أن المشاعر الإيجابية قد تؤثر بشكل مباشر على الصحة عن طريق تغيير التوازن الكيميائي في الجسم، و الشخص السعيد فعلاً يبتسم بكثرة لدرجة أنها تصبح عادة لديه ، وقد تراه في الحقيقة يبتسم بدون أدنى سبب.. إلى هذه الدرجة تصبح الابتسامة طبيعية جداً لديهم، وتلقائية ، لأنها "ابتسامة قلبية"، وإذا كنتم "أنت أو غيرك" لاتبتسمون ، إذاً لستم بدرجة من السعادة الحقيقية والرضا!
يعيشون اللحظة السعداء يستفيدون من كل يوم ودقيقة، و يعيشونها بكل ما فيها بطريقة صحيحة، لا ينتظرون لكي يأتي المرح .. إنهم يمرحون الآن، أو يفعلون ما يجعلهم أكثر استمتاعاً في الحال!
يزيحون متاعبهم جانبا السعداء يعلمون أن المشاكل والمصاعب مؤقتة وسوف تمر، ولايدعونها فترة أطول من وقتها الافتراضي. فهم يدركون حقيقة "التسليم لله" سبحانه وتعالى، ويعيشون بهذه العبارة " يدبر الأمر" ويعلمون أن وراء كل ابتلاء أو مصيبة يصاب بها الإنسان حكمة ربانية سوف يفهمها لاحقاً، حتى وإن لم يتمكن الإنسان من إيجاد وتكوين جانب إيجابي لمشكلة ما، أو للمواقف التي يمر بها، يقوم بعمل الشيء التالي الأفضل، ويقول : الحمد لله أن الله كتب لي الخير حيث كان ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة: 216). إنهم ينفصلون عن مشاكلهم ولا ينخرطون في الرثاء وإلقاء اللوم، ولا يستسلمون للتعاسة، ولا يرضخون للظروف، "يضعونها جانباً ويمرون من داخلها" كي يستمروا وتستمر بهم الحياة.
يضحكون في وجه الخوف مثلنا جميعاً، الأشخاص السعداء جداً لديهم مخاوف، وربما لديهم مخاوف فوق حد الاحتمال، ولكنهم غالباً لا يظهرونها. فالسعداء يلطفون الأجواء بإيجابيتهم باستمرار، يخففون على الآخرين وعلى أنفسهم، وبذلك يتصدون للمخاوف ببسالة وثقة وأريحية ، لأنهم يعلمون "أنهم أقوى من جميع ما يخوفهم، يقلقهم، ويهددهم". . وفي دراسة نشرت في مجلة "دراسات السعادة" اتضح أن هناك علاقة وثيقة بين الرضا وبين السعادة، فالتعامل مع الواقع برضا نفس وقناعة يجعل الإنسان أكثر سعادة، والإنسان الذي يتذمر ولا يرضى بما قسم له من الرزق نجده أكثر تعاسة، ويكون نظامه المناعي ضعيفاً، وهذا يفسر لماذا التفكير بالأمراض، والخوف، والحزن، والتفكير السلبي، يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة!
ومضة للتدبر • البشاشة والإيجابية ليست سذاجة أو استهتاراً كما يظنها أناس كثيرون، بل إن البشاشة والإيجابية منحة ربانية تعينك في مواصلة سير حياتك بسعادة مطلقة وفي أحلك الظروف. • السعادة نتيجة نحصل عليها من الرضا. • الرضا نتيجة نحصل عليها من القناعة. • القناعة نتيجة نحصل عليها من اليقين. • اليقين نتيجة نحصل عليها من الإيمان. • الإيمان نتيجة نحصل عليها من البصيرة . • البصيرة نتيجة نحصل عليها من الحكمة . • الحكمة نتيجة نحصل عليها من التفكر. • التفكر نتيجة نحصل عليها من تقدير قيمة الحياة . • والنعم الربانية فينا وحولنا . • من الشجر، من الحجر . • من السمع ، من البصر. • من البحر ، من الجبل . • من السهل، من المطر. انظر الله في الكون تجده جل جلاله في كل مكان ، فتجد اليقين، الرضا، والسعادة الأبدية. دمتم بسعادة ومرح،،