بدأ ظهور الكتابة والتدوين مع التطور التاريخي للحياة وتداخل المجتمعات مع بعضها البعض والاتصال بينها، وذلك كوسيلة لحفظ النتاج الفكري الإنساني، والتراث الثقافي والعلمي من الضياع و الاندثار.
وقد مرت الكتابة بعدة مراحل زمنية قبل أن تبلغ الدرجة الحالية من السهولة في التعامل والاستخدام، فقد بدأت على شكل صور تدل على معاني ومدلولات ملموسة في الحياة اليومية، حيث عثر على بعض النقوش والصور والرموز ذات الدلالات في كل من كهوف "لاسكو" في فرنسا و" التميرا" في إسبانيا، ومنطقة الحضارة السومرية في بابل، والحضارة الفرعونية في مصر وذلك قبل حوالي 5500 سنة، وقد دلت هذه النقوش والرموز على تطور الكتابة عندهم حيث عرفت كتاباتهم بالمسمارية والهيروغليفية.
وقد كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور توحي بما يتم رسمه فيها، ولكن في مرحلة أكثر تقدماً تطورت هذه الصور المباشرة الدلالة، إلى صور رمزية توحي بمعنى معين، وتم العثور على حوالي 2000 صورة رمزية، ومما لاشك فيه أن هذه الرموز كانت صعبة الفهم لعامة الناس، فسارعوا إلى استعمال رموز توحي بأصوات معينة، وهذه الرموز الصوتية كانت خطوة أساسية إلى الأمام في تطوير الكتابة.
وفي مرحلة متقدمة من التاريخ البشري جاء الفينيقيون وهم سكان السواحل الشرقية لحوض البحر المتوسط وذلك حوالي 1100 ق.م، وابتكروا الكتابة الفينيقية مستعينين بذلك بالكتابة السومرية والمصرية القديمة وطوروها، وبذلك ابتكروا الأبجدية الفينيقية والتي هي عبارة عن حروف وكل حرف يمثل صوتاً معيناً، وصارت رموزهم واضحة سهلة للكتابة، وهذه الرموز كانت أساسا لأبجدية الكتابة في الشرق.
أما في الغرب فعندما جاء الإغريق، قاموا بتطوير أبجديتهم التي نقلوها عن الفينيقيين وذلك حوالي 403 ق.م حيث صار لديهم أبجدية خاصة بهم والتي أصبحت أساسا للأبجدية في الغرب، ثم جاء الرومان فأخذوا الأبجدية الإغريقية، فابقوا على بعض الأحرف بها كما هي (حوالي 12 حرفاً) وعدلوا سبعة أحرف، كما أعادوا استعمال ثلاثة أحرف كان قد بطل استعمالها، فيما عرف باللغة اللاتينية، وقد سادت الأبجدية الرومانية واللغة اللاتينية بلاد أوروبا بعد سيطرة الإمبراطورية الرومانية على بلاد الغرب، وهذه الأبجدية مازالت تستعمل حتى يومنا هذا بعد إجراء بعض تعديلات عليها.
وعن ظهور الكتابة و الأبجدية العربية، فقد جاءت متأخرة بعض الوقت عن باقي الأبجديات لعدم اهتمام العرب بالكتابة في العصور الأولى، حيث أن الأبجدية العربية في الأصل مشتقة عن الكتابة السامية التي اشتقت بدورها عن الأبجدية الفينيقية التي تألفت أصلاً من 22 حرف هجائي، ووصلت إلى العرب عن طريق الأنباط الذين سكنوا شمال الجزيرة العربية.
ومع مرور الوقت أخذت الكتابة العربية مكانها بين القبائل، خاص بعد ظهور الإسلام وتدوين القرآن الكريم، ومع انتشار الدعوة الإسلامية في بلدان كثيرة، انتشرت الكتابة العربية انتشاراً واسعاً، كما استعملت الكتابة العربية في لغات عديدة غير العربية منها الفارسية والأفغانية والتركية.
بدأ
ظهور الكتابة والتدوين مع التطور التاريخي للحياة وتداخل المجتمعات مع
بعضها البعض والاتصال بينها، وذلك كوسيلة لحفظ النتاج الفكري الإنساني،
والتراث الثقافي والعلمي من الضياع و الاندثار.وقد مرت الكتابة بعدة مراحل زمنية قبل أن تبلغ الدرجة الحالية من
السهولة في التعامل والاستخدام، فقد بدأت على شكل صور تدل على معاني
ومدلولات ملموسة في الحياة اليومية، حيث عثر على بعض النقوش والصور والرموز
ذات الدلالات في كل من كهوف "لاسكو" في فرنسا و" التميرا" في إسبانيا،
ومنطقة الحضارة السومرية في بابل، والحضارة الفرعونية في مصر وذلك قبل
حوالي 5500 سنة، وقد دلت هذه النقوش والرموز على تطور الكتابة عندهم حيث
عرفت كتاباتهم بالمسمارية والهيروغليفية.
وقد كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور توحي بما يتم رسمه فيها،
ولكن في مرحلة أكثر تقدماً تطورت هذه الصور المباشرة الدلالة، إلى صور
رمزية توحي بمعنى معين، وتم العثور على حوالي 2000 صورة رمزية، ومما لاشك
فيه أن هذه الرموز كانت صعبة الفهم لعامة الناس، فسارعوا إلى استعمال رموز
توحي بأصوات معينة، وهذه الرموز الصوتية كانت خطوة أساسية إلى الأمام في
تطوير الكتابة.
وفي مرحلة متقدمة من التاريخ البشري جاء الفينيقيون وهم سكان السواحل
الشرقية لحوض البحر المتوسط وذلك حوالي 1100 ق.م، وابتكروا الكتابة
الفينيقية مستعينين بذلك بالكتابة السومرية والمصرية القديمة وطوروها،
وبذلك ابتكروا الأبجدية الفينيقية والتي هي عبارة عن حروف وكل حرف يمثل
صوتاً معيناً، وصارت رموزهم واضحة سهلة للكتابة، وهذه الرموز كانت أساسا
لأبجدية الكتابة في الشرق.
أما في الغرب فعندما جاء الإغريق، قاموا بتطوير أبجديتهم التي نقلوها عن
الفينيقيين وذلك حوالي 403 ق.م حيث صار لديهم أبجدية خاصة بهم والتي أصبحت
أساسا للأبجدية في الغرب، ثم جاء الرومان فأخذوا الأبجدية الإغريقية،
فابقوا على بعض الأحرف بها كما هي (حوالي 12 حرفاً) وعدلوا سبعة أحرف، كما
أعادوا استعمال ثلاثة أحرف كان قد بطل استعمالها، فيما عرف باللغة
اللاتينية، وقد سادت الأبجدية الرومانية واللغة اللاتينية بلاد أوروبا بعد
سيطرة الإمبراطورية الرومانية على بلاد الغرب، وهذه الأبجدية مازالت تستعمل
حتى يومنا هذا بعد إجراء بعض تعديلات عليها.
وعن ظهور الكتابة و الأبجدية العربية، فقد جاءت متأخرة بعض الوقت عن
باقي الأبجديات لعدم اهتمام العرب بالكتابة في العصور الأولى، حيث أن
الأبجدية العربية في الأصل مشتقة عن الكتابة السامية التي اشتقت بدورها عن
الأبجدية الفينيقية التي تألفت أصلاً من 22 حرف هجائي، ووصلت إلى العرب عن
طريق الأنباط الذين سكنوا شمال الجزيرة العربية.
ومع مرور الوقت أخذت الكتابة العربية مكانها بين القبائل، خاص بعد ظهور
الإسلام وتدوين القرآن الكريم، ومع انتشار الدعوة الإسلامية في بلدان
كثيرة، انتشرت الكتابة العربية انتشاراً واسعاً، كما استعملت الكتابة
العربية في لغات عديدة غير العربية منها الفارسية والأفغانية والتركية.