بيروو مشرفة قسم الاسلامى
الدولة : عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 23/09/2012
| موضوع: الجزء التانى من تفسير سورة الاخلاص للطبرى الخميس أكتوبر 04, 2012 10:08 am | |
| لم يلد ولم يولد ( 3 ) ولم يكن له كفوا أحد ( 4 ) ) . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ) قال : كان الحسن وقتادة يقولان : الباقي بعد خلقه ، قال : هذه سورة خالصة ، ليس فيها ذكر شيء من أمر الدنيا والآخرة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : ( الصمد ) : الدائم .
قال أبو جعفر : الصمد عند العرب : هو السيد الذي يصمد إليه ، الذي لا أحد فوقه ، وكذلك تسمى أشرافها; ومنه قول الشاعر :
ألا بكر الناعي بخيري بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد [ ص: 693 ]
وقال الزبرقان :
ولا رهينة إلا سيد صمد
فإذا كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بتأويل الكلمة ، المعنى المعروف من كلام من نزل القرآن بلسانه; ولو كان حديث ابن بريدة ، عن أبيه صحيحا ، كان أولى الأقوال بالصحة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما عنى الله جل ثناؤه ، وبما أنزل عليه .
وقوله : ( لم يلد ) يقول : ليس بفان ، لأنه لا شيء يلد إلا هو فان بائد
( ولم يولد ) يقول : وليس بمحدث لم يكن فكان ، لأن كل مولود فإنما وجد بعد أن لم يكن ، وحدث بعد أن كان غير موجود ، ولكنه تعالى ذكره قديم لم يزل ، ودائم لم يبد ، ولا يزول ولا يفنى .
وقوله : ( ولم يكن له كفوا أحد )
اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ولم يكن له شبيه ولا مثل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية قوله : ( ولم يكن له كفوا أحد ) : لم يكن له شبيه ، ولا عدل ، وليس كمثله شيء .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن عمرو بن غيلان الثقفي ، وكان أمير البصرة عن كعب ، قال : إن الله تعالى ذكره أسس السماوات السبع ، والأرضين السبع ، على هذه السورة ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) وإن الله لم يكافئه أحد من خلقه .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس [ ص: 694 ] ( ولم يكن له كفوا أحد ) قال : ليس كمثله شيء ، فسبحان الله الواحد القهار .
حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن جريج ( ولم يكن له كفوا ) : مثل .
وقال آخرون : معنى ذلك ، أنه لم يكن له صاحبة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن طلحة ، عن مجاهد ، قوله : ( ولم يكن له كفوا أحد ) قال : صاحبة .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن ابن أبجر ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن عبد الملك ، عن طلحة ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبجر ، عن رجل عن مجاهد ( ولم يكن له كفوا أحد ) قال : صاحبة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن طلحة بن مصرف ، عن مجاهد ( ولم يكن له كفوا أحد ) قال : صاحبة .
حدثنا أبو السائب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن عبد الملك ، عن طلحة ، عن مجاهد مثله .
والكفؤ والكفى والكفاء في كلام العرب واحد ، وهو المثل والشبه; ومنه قول نابغة بني ذبيان :
لا تقذفني بركن لا كفاء له ولو تأثفك الأعداء بالرفد
يعني : لا كفاء له : لا مثل له . [ ص: 695 ]
واختلف القراء في قراءة قوله : ( كفوا ) . فقرأ ذلك عامة قراء البصرة : ( كفوا ) بضم الكاف والفاء . وقرأه بعض قراء الكوفة بتسكين الفاء وهمزها " كفئا " .
والصواب من القول في ذلك : أن يقال : إنهما قراءتان معروفتان ، ولغتان مشهورتان ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .
آخر تفسير سورة الإخلاص
| |
|