لم تأتِ
الأمثال الشعبية من عبثٍ أو عدم خبرةٍ في تجارب
الحياة، فهي بجُملها القصيرة والمختصرة قادرةٌ على شرحِ موقفٍ أو سلوكٍ ما،
فهي تمثّل حياة الشعوب وتقاليدهم وأعرافهم التي توارثتها الأجيال ولم يزل
بعضها يختصر مقولة، "خير الكلام ما قلّ ودلّ"، ولم تزل تحاكي أدق تفاصيل
حياتنا على كافة الأصعدة وتحتل مكانةً مرموقةً في ذاكرة الكثيرين التي
أبدعت في إستحضارها لمواجهة موقفٍ ما أكان حزيناً أو سعيداً.
25 مثلاً قيل عن الزواج .. مزيجٌ شعبيٌ يروي بعض العلاقات الإجتماعية العربية (باللهجة العامية)، عن
الخطبة والزواج والطلاق والعلاقة مع الأهل (أي العلاقة بين الحماة والكنّة بالتحديد)، إليكم هذه
الأمثال: قبل الزواج - البنت عند الأهل تِهنييه وعند الزوج تِربية.
- قبل ما
تخطب وتناسب، شاور وإسال وفكّر وحاسب (وفي هذا المثل إشارةٌ إلى ضرورة
التفكير في الزواج بالشخص المناسب، لإختيار الشريك الأفضل).
- بمالك وفلوسك بنت الأكابر عروسك (يشير هذا المثل إلى أن للمال دورٌ في الحصول على الفتاة ذات الصفات الحسنة).
- حبّ حبيبك حبّ، لو كان عبد أو دبّ (ويشير هذا المثل إلى أهمية التعبير والإخلاص في الحب).
- شيبه تِدللِك ولا شباب يِبهدلِك (وفي هذا المثل إشارةٌ إلى ضرورة اختيارك للشريك الذي يحقق لك السعادة والدلال).
بعد الزواج وسنرى هنا مفارقةٌ كبيرةٌ بين الأمثال قبل الزواج وبعد الزواج، فقبل
الزواج غالبيتها تدعو إلى التفاؤل، أما بعد الزواج، فهي تعكس صورةً
متشائمةً..
- الزواج أوله تدليل وآخره تذليل.
- الحب بستان يضحك بالزهور، والزواج سجن نهايته القبور.
- دوري في كل البلاد ولا تأخذي واحد عنده أولاد.
- لو أردت أن أصرف من كيسي ما قبلتك عريسي.
- بعد الصبر وطول العزوبيه، راح إتزوج كركوبيه.
- بعد ما تمت الجازة صارت الخاطبه مالها عازه.
الطلاق والترمل - دبش العروسة للبيت وصل، والأم مشغولة بتقطيع البصل (وهو مثلٌ يقال في من تترمل أو تُطلق خلال فترةٍ قصيرةٍ من الزواج).
- اللي ما توفي مع عشيرها الطلاق مصيرها (أي أن الطلاق حقٌ على من لا تلتزم بالوفاء لشريكها).
- دقني يا دقني تسمح تعانقني وإلاّ روح وفارقني.
- ثلاثة ما تنطاق، البق والنق والفراق (يصف هذا المثل الفراق على أنه من أكثر الأمور ألماً).
- رجوع البنت للأساس أثقل من الرصاص (يصف هذا المثل صعوبة رجوع الزوجة إلى بيت أهلها، سواءاً نتيجة الطلاق أو الترمّل).
- طليقك لا ترديه وعشيقك لا تاخذيه.
الكنة.. هذه المجموعة من الأمثال الطريفة، موجّهةٌ إلى الكنّة والحماة، وهي تلخص طبيعة بعض العلاقات بين الطرفين:
- حماتي بطبريّا وصوتها واصل ليّا.
- حماتي الله يخليها بنار جهنم يشويها.
- قالوا للحماة ما كنتِ كنة، قالت كنت ونسيت.
- يا كنة مين علاكي غير زوجك وبيت حماكي.
- بين الطنّه والرنّه، ضاعِت بين الحماة والكنة.
الحماة - اللي فقد حنان أمه يشوف له زوجه تلمه.
- على إبنها حنونة وعلى كنّتها مجنونة (يُقال هذا المثل في الحماة التي تعامل كنّتها بقسوة وتمييزٍ عن إبنها).
- الحماة اللي تحب الكنة لها كرسي في الجنة.
بالرغم من أن هذه الأمثال شائعةٌ وتنطبق على الكثير من الشعوب أو
المجتمعات، إلاّ أن انطباقها على مجتمعاتٍ أخرى ليس أمراً حتمياً، وذلك
نتيجةً لوجود اختلافاتٍ معيشية
واختلافاتٍ في العادات والتقاليد، الأمر الذي يعد طبيعي