يجيب عنها العلامة: د. يوسف القرضاوي
- أثنى القرآن الكريم على الزوجات الصالحات بأنهن {قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} {النساء: 34}، ومن جملة الغيب الذي ينبغي أن يحفظ ما كان بين الزوجة وزوجها من علاقة خاصة، فلا يصح أن تكون حديثًا في المجالس، أو سمرًا في الندوات مع الأصدقاء أو الصديقات، وفي الحديث الشريف: إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل الذي يفضي إلى المرأة وتفضي إليه، ثم ينشر سرها {رواه مسلم وأبو داود}.
وعن أبي هريرة {رضي الله عنه} قال: صلى بنا رسول الله {صلى الله عليه وسلم}، فلما سلم أقبل علينا بوجهه، فقال: مجالسكم مجالسكم هل منكم الرجل إذا أتى أهله أغلق بابه وأرخى ستره، ثم يخرج فيحدث فيقول: فعلت بأهلي كذا وفعلت بأهلي كذا فسكتوا، فأقبل على النساء، فقال: هل منكن من تحدث ؟ فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت ليراها رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ويسمع كلامها، فقالت: أي والله، إنهم يتحدثون وإنهن ليتحدثن، فقال {عليه الصلاة والسلام}: هل تدرون ما مثل من فعل ذلك.. إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما صاحبته بالسكة، فقضى حاجته منها والناس ينظرون إليه {رواه أحمد، وأبو داود، والبزار}.
وكفى بهذا التشبيه تنفيرًا للمسلم من ارتكاب هذه الحماقة، وذلك الإسفاف، فليس يرضى مسلم أو مسلمة لنفسيهما أن يكون هو شيطانًا أو تكون هي شيطانة.